كتب د/ محمود الصاوي
يُطلّ علينا شهرُ رمضانَ مُحمّلاً بِعبيرِ الإيمانِ والروحانياتِ، حاملاً معهُ نفحاتٍ إيمانيةً تُنعشُ القلوبَ وتُنيرُ الدروبَ. فما هي تلكَ الخصائصُ التي تُميّزُ رمضانَ عن باقي الشهورِ؟
1. رحلةٌ إيمانيةٌ مُفعمةٌ بالتّأملِ:
يُعدّ شهرُ رمضانَ فرصةً ذهبيةً للتقرّبِ من اللهِ عزّ وجلّ من خلالِ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ وتدبّرهِ. ففي هذا الشهرِ تُفتحُ أبوابُ الجنةِ وتُغلّقُ أبوابُ النارِ، وتُصفّدُ الشياطينُ، ممّا يُهيّئُ بيئةً مُلائمةً للتركيزِ على العبادةِ والتأملِ.
2. مدرسةٌ لصقلِ النفسِ وتهذيبِها:
يُعلّمُنا رمضانُ الصبرَ والتحكّمَ في الشهواتِ، ويُنمّي فينا روحَ التكافلِ الاجتماعيّ. فالصيامُ يُطهّرُ النفسَ من الأخلاقِ السيئةِ، ويُعلّمُنا الصبرَ على الجوعِ والعطشِ، كما يُشجّعُنا على مساعدةِ الفقراءِ والمحتاجينَ.
3. ليلةُ القدرِ: خيرٌ من ألفِ شهرٍ:
تُصادفُ ليلةُ القدرِ أحدَ العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، وهي خيرٌ من ألفِ شهرٍ. ففي هذهِ الليلةِ ينزلُ اللهُ تعالى الملائكةَ والروحَ، ويقضي فيها ما يشاءُ من الأقدارِ.
4. شهرُ التوبةِ والمغفرةِ:
يُتيحُ لنا رمضانُ فرصةً للتوبةِ من ذنوبِنا والعودةَ إلى اللهِ تعالى. ففي هذا الشهرِ تُغفرُ الذنوبُ، وتُفتحُ أبوابُ الجنةِ للّذينَ تابوا وصاموا إيمانًا واحتسابًا.
5. تجربةٌ إنسانيةٌ فريدةٌ تُعزّزُ التّرابطَ:
يُشاركُ جميعُ المسلمينَ في رمضانَ شعيرةَ الصيامِ، ممّا يُعزّزُ شعورَ المساواةِ والتّآخي بينَهم. كما تُقامُ في رمضانَ العديدُ من الفعالياتِ والأنشطةِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ التي تُساهمُ في تعزيزِ الترابطِ بينَ أفرادِ المجتمعِ.
6. رحلةٌ روحيةٌ تُعيدُ صياغةَ الأولوياتِ:
يُتيحُ لنا رمضانُ فرصةً لإعادةِ تقييمِ أنفسِنا وأولوياتِنا في الحياةِ. ففي هذا الشهرِ نُدركُ أهميةَ القيمِ الإنسانيةِ النبيلةِ مثلَ الصبرِ والتّسامحِ والرّحمةِ، ونُعيدُ صياغةَ أهدافِنا لِتُصبحَ مُتّسقةً معَ تعاليمِ الإسلامِ.
ختامًا:
يُمثّلُ شهرُ رمضانَ رحلةً إيمانيةً استثنائيةً تُتيحُ لنا فرصةَ التقرّبِ من اللهِ تعالى وصقلِ أنفسِنا والتّخلّصِ من الذنوبِ. ففي هذا الشهرِ تُفتحُ أبوابُ الجنةِ وتُغلّقُ أبوابُ النارِ، وتُصفّدُ الشياطينُ، ممّا يُهيّئُ بيئةً مُلائمةً للعبادةِ والتأملِ.