كتب د/ محمود الصاوي
منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان لخلق أدوات للتواصل وتبادل المعلومات. ومع ازدياد التطورات التكنولوجية، برز التلفزيون كأحد أهم وسائل الإعلام وأكثرها انتشاراً. وبات وجوده في كل منزل ظاهرة عالمية لا مفر منها.
التأثير على النمو العقلي:
يُعد التأثير على النمو العقلي للأطفال أحد أهم جوانب تأثير التلفزيون. فالمشاهدة المفرطة قد تؤدي إلى:
تشتت الانتباه: يُشكل التلفزيون بيئة غنية بالمحفزات البصرية والسمعية، مما قد يُشتت انتباه الأطفال ويُعيق قدرتهم على التركيز.
قلة التركيز: يُمكن أن تُؤدي المشاهدة المفرطة إلى قلة التركيز على الأنشطة الأخرى، مثل القراءة واللعب والتفاعل مع الآخرين.
ضعف المهارات اللغوية: يُمكن أن يُعيق التلفزيون اكتساب الأطفال للمهارات اللغوية، وذلك بسبب قلة التواصل والتفاعل بينهم وبين الوالدين.
السلوك العدواني: قد تُؤدي مشاهدة البرامج العنيفة إلى سلوكيات عدوانية لدى بعض الأطفال.
التأثير على النمو البدني:
السمنة: يُمكن أن تُؤدي المشاهدة المفرطة إلى قلة النشاط البدني، مما قد يُسبب السمنة.
قلة النوم: قد تُؤدي المشاهدة قبل النوم إلى اضطرابات النوم، مما يُعيق نمو الطفل.
إجهاد العين: قد تُسبب المشاهدة لفترات طويلة إجهاد العين، مما قد يُؤدي إلى ضعف النظر.
التأثير على الجانب الاجتماعي:
العزلة الاجتماعية: قد تُؤدي المشاهدة المفرطة إلى عزلة الطفل عن العائلة والأصدقاء.
قلة التفاعل: قد تُعيق المشاهدة قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين والتواصل بشكل فعّال.
السلوكيات السلبية: قد تُؤدي مشاهدة البرامج غير اللائقة إلى سلوكيات سلبية، مثل الكذب والغش.
نصائح للآباء:
تحديد وقت مشاهدة محدد: يُنصح بتحديد وقت مشاهدة محدد لا يتجاوز الساعتين يومياً للأطفال دون سن الخامسة، وساعة واحدة للأطفال دون سن الثانية.
اختيار البرامج المناسبة: يجب على الوالدين اختيار البرامج التعليمية والثقافية التي تُناسب عمر الطفل.
المشاركة في المشاهدة: يُنصح بمشاركة الوالدين أطفالهم في مشاهدة التلفزيون، لمناقشة محتوى البرامج وتوجيههم بشكل مناسب.
تشجيع الأنشطة الأخرى: يجب على الوالدين تشجيع أطفالهم على ممارسة الأنشطة الأخرى، مثل القراءة واللعب والتفاعل مع الآخرين.
لا ينكر أحد أنّ للتلفزيون فوائد جمة، لكنّ الإفراط في استخدامه قد يُسبب مخاطر جسيمة على صحة الأطفال ونموهم. لذا، يجب على الوالدين التحلي بالوعي والمسؤولية، وتنظيم وقت مشاهدة أطفالهم، واختيار البرامج المناسبة، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الأخرى.